هل يعود المغرب إلى نقطة الصفر في حربه مع كورونا؟.. ثلاثة مؤشرات تهدد بذلك
لم تكن مخرجات اجتماع مجلس الحكومة المنعقد بالرباط أول أمس الخميس، تدعو للكثير من التفاؤل بخصوص الوضعية الوبائية المتعلقة بتفشي فيروس كورونا بالمغرب، وتحديدا ما يتعلق بانتشار النسخة المحورة من الفيروس الحاملة للطفرة البريطانية، التي قال وزير الصحة، خالد آيت الطالب، إنه جرى اكتشاف أكثر من 73 وحدة منها.
وتزامنا مع تأكيد آيت الطالب على المنحى التصاعدي المسجل خلال الأسبوعين الأخيرين، وخاصة بجهة الدار البيضاء – سطات، التي لا تزال تتصدر قائمة الإصابات على المستوى الوطني، أضحت تبرز العديد من المؤشرات التي تُذكر بحالة القلق وعدم اليقين التي عاشها المغاربة قبل أشهر حين بدا وكأن الأمور أصبحت تخرج عن السيطرة.
ارتفاع أعداد المصابين
ويأتي في صدارة تلك المؤشرات الارتفاع الملحوظ والمستمر في أعداد المصابين خلال الأيام الماضية، إذ تكشف أرقام وزارة الصحة أن المغرب ظل وابتداء من منتصف نونبر الماضي كان يعرف تراجعا مستمرا في أعداد المصابين، فإذا كانت ذروة الإصابات قد سجلت بتاريخ 12 نونبر 2020 بما مجموعه 6195 حالة خلال يوم واحد، فإنه في 12 مارس 2021، أي بعد 4 أشهر بالضبط، سجل 431 إصابة فقط، لكن هذا الوضع آخذ في التغير الآن.
وبشكل تدريجي أضحى مؤشر الإصابات يرتفع خلال الأيام الماضية، ففي 30 مارس 2021 تخطى المغرب حاجز 600 إصابة لأول مرة منذ 5 فبراير من العام نفسه، وذلك بتسجيله 676 إصابة جديدة، ثم في اليوم الموالي أي 31 مارس سجل 676 إصابة، ويوم أمس فاتح أبريل سجل 579 إصابة، ليصل العدد الإجمالي إلى 496.676، ما يقرب المملكة بشدة من حاجز نصف المليون.
إغلاق تدريجي للحدود
وعلى غرار أول إصابة مؤكدة بفيروس "كوفيد 19" المعلن عنها بتاريخ 2 مارس 2020، والتي كان ضحيتها مواطن مغربي مقيم في إيطاليا فإن أول إصابة بالسلالة الجديدة التي أعلنت عنها وزارة الصحة رسميا يوم 19 يناير 2021 كانت أيضا في صفوف مواطن مغربي مقيم بالخارج، ويتعلق الأمر بشخص قادم من إيرلندا على متن باخرة انطلقت من ميناء مارسيليا الفرنسي، حيث كان مصابا بالفيروس الذي جرى اكتشافه بالمملكة المتحدة، وهو ما يقود إلى المؤشر الثاني المتعلق بإغلاق الحدود.
وأعاد خطر السلالة المتحورة التذكير بالإغلاق الشامل للحدود الذي اتخذه المغرب منذ مارس 2020، وهو الأمر الذي يبدو وكأنه يتكرر تدريجيا، حيث كانت البداية بمنع الرحلات من وإلى المملكة المتحدة والدانمارك وجنوب إفريقيا، ثم شملت إيرلندا وأستراليا ونيوزيلندا والبرازيل، قبل أن يمتد القرار إلى دول تعرف حضورا مكثفا للمغاربة المقيمين بالخارج، على غرار ألمانيا وهولندا ثم إيطاليا وبلجيكا، ثم شمل المنع هذا الأسبوع الرحلات التي تربط المغرب بفرنسا وإسبانيا.
عوائق حملة التلقيح
وإلى جانب ذلك، يحيل مؤشر آخر على صعوبة الوضع بالمغرب، فالمملكة قللت بشكل واضح أعداد الجرعات الأولى من التطعيمات المضادة لكورونا التي تعطى للمعنيين يوميا، ما خفض الحماس بخصوص نتائج الحملة الوطنية للتلقيح التي انطلقت يوم 28 يناير 2021 والتي تهدف لتلقيح 33 مليون مواطن، وذلك راجع إلى عدم توصل المملكة بأي شحنة من اللقاحات منذ 7 مارس الماضي، ليقف إجمالي الجرعات المُتوصَّل بها 8 ملايين ونصف المليون جرعة.
وخلال شهر مارس المنصرم، تلقت جهود المغرب أولى الضربات من معهد "سيروم" الهندي الذي أوقف تزويد الرباط باللقاحات إلى غاية ماي القادم، بسبب تركيزه على الطلب المحلي، لكن وزارة الصحة كانت تتوقع وصول مليوني جرعة من لقاح "سينوفارم" الصيني ومليون جرعة من تطعيمات "سبوتنيك في" الروسية، إلى جانب مليون و200 ألف جرعن من "أسترازينيكا" المُصَنَّعة في خط الإنتاج الكوري الجنوبي، وهو ما لم يتم إلى غاية اليوم، لتبقى دائرة المستفيدين محصورة في أصحاب الأمراض المزمنة والعاملين في القطاع الصحي والأمني والعسكري والتعليمي إلى جانب من تجاوزت أعمارهم 60 ربيعا.